من يبرمج من؟
عندما يولد الطفل يكون مكتمل الأعضاء البدنية فالقلب يعمل بكل كفاءة و كذلك العين و الأذن و بقية الأعضاء
و لكن العقل الواعي يكون في مرحلة غير ناضجة و هذا من مصلحة الطفل و مصلحة والديه.
تخيل طفل عمره ثلاث سنوات بعقلية شاب ذو ثمانية عشر عاماً.
كيف سيتعامل معه والديه و كيف يقنعونه بأشيائه الضرورية.
لذلك من رحمة الله أن جعل عقله الواعي غير ناضج و الطريق إلى عقله اللاواعي مفتوح على مصراعيه فيستطيع الوالدين أن يبرمجوه على طريقتهم الخاصة التي تتناسب معهم و مع بيئتهم.
فلا نستغرب أن يصبح كل الأطفال متوافقين و منسجمين مع طبيعة والديهم و إلا لقامت الحروب في البيوت.
يتبرمج الطفل عن طريق والديه بشكل كبير جداً.
يعلمونه الصح و الخطاء حسب برامجهم الدينية و الاجتماعية و الشخصية.
يبرمجونه كيف يقوم بشئونه الخاصة و كيف يتصرف في المواقف المختلفة.
يتبرمج منهم*** عند الاختلاف مع الآخرين أضرب بيد من حديد لأنه يرى والده يقوم بذلك مع والدته عندما يختلفون (وقد يتبرمج على كيفيه حماية وجهه مثل والده أن رأى أن والدته هي التي تضرب ... ).
يتبرمج على أن الكرم أهم من المال و قد يتبرمج أن القرش الأبيض لليوم الأسود والكرم تبذير.
و هكذا...
ثم تتولى المدرسة إكمال المهمة.
فتبرمجه على أن يكون الأفضل و الأول في الفصل و لو حمل ذلك جميع معاني الأنانية و الاستفراد.
و قد تبرمجه على أنه عضو في فريق*** و نجاحه نجاح للفريق و أخفاقة إخفاق للكل.
و قد يتبرمج على المقارنة السلبية و قد يتبرمج على التنافس الشريف.
يبدأ يعرف معاني العدل و الظلم و الالتزام بالوقت و كثير من الأشياء التي يلتقطها من مدرسته و مدرسيه.
والأصدقاء جاهزون لبرمجته خصوصاً من يمتلكون صفات القيادة فيغيرون في برامجه و يعدلون حسب برامجهم.
فالدخان للرجال و الضعفاء هم من يستمعون لنصائح الوالدين و الاستقلالية أصل لمن هو في فريقنا و التصارع و التقاتل ميزة.
وقد يكون مع أصدقاء يبرمجونه على التنافس الشريف و على حب الرياضة و التعلم.
هو وحظه و حسب مستوى نضج عقله الواعي و فعالية فلاتره ( الفلاتر جمع فلتر و نقصد بها مرشحات الإدراك كما سيأتي).
فالبرامج التي تخالف برامج والدية المغروسة فيه بقوه لا يزحزحها برامج المدرسين و الأصدقاء بسهولة.
وكذلك وجود برامج مسبقة تم غرسها من والدية و لاكتمال عقلة الواعي قليلا يصبح هنالك فلترة بسيطة جدا تفلتر كل ما يرد إليه من برامج.
يكبر الشاب و يتعرض للإعلام بقوة فيبدأ يتبرمج ببرامج جديدة أخرى قد تكون نافعة أو ضاره حسب المبرمج.
يرى في الإعلام أشياء لم يتعرض لها في بيته و في مدرسته من مسلسلات و ندوات و نقاشات و هكذا ما تجاوز عقله الواعي يتبرمج به و ما فلتره عقله الواعي لا يتأثر به مباشرة.
إلى أن يكتمل عقله الواعي فيصبح حارس قوي على اللاواعي فلا يتبرمج الشاب إلا بما يريد أو بما يعبر إلى عقله اللاواعي دون أن ينتبه له عقله الواعي.
فيكون هو المبرمج لذاته إلى حد ما لأنه يبدأ بالفرز و التدقيق ( و قد لا يكون هذا الفرز و التدقيق فرزاً حكيماً)
وعندما يبلغ الشخص تقريبا سن الثامنة عشرة وانتهت مراهقته تكون اغلب البرامج قد أخذت مكانها و تشكلت لدي الشاب اغلب قيمه و اعتقاداته وظهرت سلوكياته و تبلورت هويته .
تذكروا جيدا :
الماضي لا يماثل المستقبل.
برمج نفسك يومياً على النجاح.
لا تسمح للآخرين أن يبرمجونك دون رضاءك.
أنزل للميدان و دع المدرجات للمتفرجين.
تلخيص ما سبق. تكلمنا هنا عن:
أن هنالك مبرمجين وهم:
العائلة والأصدقاء والمدرسة والإعلام و الذات
و هنالك برامج يتم تحميلها في عقلك.
كالبرامج الدينية والاعتقادات والقيم و السلوكيات.
وهنالك وسائل للبرمجة و أهمها عندنا معشر الألنبريين اللغة بالطبع.
مما سبق نصل جميعا إلى أنه قد تم برمجتنا في مراحل عمرنا المختلفة.
قد لا نعرف بالتأكيد من الذي برمجنا( و في الحقيقة لا يفيدنا البحث عن شخصية من قام بذلك) و لكننا متأكدين من نوعية البرامج التي نحملها و التي يوجد بينها الجيد و الرديء بل و المضروب.
منها ما يفيدنا و منها ما يقيدنا.
و الآن...
هل هذا هو نهاية المطاف؟؟؟
وهل نحن محكومين ببرامجنا السابقة على الدوام؟؟؟
وهل نستمر ضحايا لضعفنا السابق في عدم قدرتنا على مقاومة البرمجة السلبية؟؟؟
و هل التغيير من المستحيلات؟؟
بالطبع لا.....
و التغيير للبرامج السابقة له طرق متعددة.
و لكننا هنا نتكلم عن إعادة البرمجة عن طريق علم البرمجة اللغوية العصبية.
فكما تبرمجنا بسهوله في السابق.
نستطيع أن نعكس المعادلة.
فلما لا نكرر التجربة بطريقتنا الخاصة و نبرمج أنفسنا من جديد بالبرامج التي نرغبها مهما كلفنا ذلك من ثمن.
البرمجة تزعم قدرتها على إعادة برمجتك بالطريقة المناسبة.
قلت تزعم : لكي تجرب و تقرر بنفسك كم برنامج لديك استطعت تغييره عن طريق تقنيات البرمجة اللغوية العصبية.
و لكن لي شرط هاهنا..
لا تشكك في...................... قوة البرمجة.
و تتعلمها و أنت تشك في ......قوتها أو في نفعها..
و تفهمها و أنت تردد بينك و بين نفسك أنها ليست بقوية بتلك الدرجة أو أنها لن تفيدني شخصياً في حل مشاكلي.
ثم تطبقها وأنت بهذه العقلية*** تعلمتها تعلم الشاك و طبقتها تطبيق الكاره.
و النتيجة تكون فاشلة بامتياز*** فتقفز فرحا بأنك أثبت فشل البرمجة اللغوية العصبية عن طريق التجربة.
أقول لا تفرح كثيراً. فالكثير من البشر استفادت منها و من غيرها الكثير و أنت تحرم نفسك من الخير لمجرد تلميع نفسيتك الشكاكة.
مقصودي من ذلك:
الخطير جداً أن تكون لديك برامج تقودك للفشل.
و الأخطر منها أن يكون لديك برامج تمنعك من التعلم و الاستفادة للخروج من هذه الدوامة.
عزيزي لا تضع حدود و معوقات تمنعك من الاستفادة من البرمجة اللغوية العصبية حتى قبل أن تبدأ بممارستها.
و لا تضع توقعات عالية تسبب لك الإحباط.
يا عزيزي الحياة أبسط من ذلك بكثير فلا تعقدها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه)
برمج نفسك مع هذا الحديث
كرره مراراً و تكرارً حتى تتبرمج عليه.
أجعل هذا الحديث يقفز أمام عينيك في المواقف التي تحتاج فيها لأن ترفق و تترفق بإخوانك المسلمين.
هون على نفسك كثيراً...
خفف الوطأة على نفسك فهي ليست بحاجة للمزيد.....
تلخيص ما سبق. تكلمنا هنا عن:
إعادة توجيه حياتك للمطار الصحيح ليس مستحيلاً و ليس متأخراَ.
تستطيع أن تبرمج نفسك بالبرامج التي تريدها بإذن الله