دلوعة
عدد المساهمات : 43 تاريخ التسجيل : 21/10/2011
| موضوع: يوم الجمعة الجمعة أكتوبر 28, 2011 9:48 am | |
| يوم الجمعة دوى صوت الجرس معلناً بداية وقت الفسحة ..وفي ذاك الفصل ذو الباب الخشبي ...المغطى بورق من الجلاد الأصفر ..المزين بأوراق ملونة ...في ذاك الفصل ما إن سمعت الطالبات صوت الجرس حتى دب النشاط فيهن جميعاً استعداداً للخروج ...فهذه تعد نقودها ...والأخرى تعدل من هندامها. وثالثة قد أخرجت كتاب (التاريخ ) لتحضر درس الحصة الرابعة . أما فاطمة فقد انطلقت بكل حماس تحدث زميلاتها عما فعلته في الإجازة الأسبوعية الماضية ...نعم فاليوم السبت ولا شك أن اليومين السابقين كانا قد حفلا بالكثير من الأحداث ...تحدثت عن السهرة الجميلة التي قضتها في الفندق الفخم يوم الأربعاء ..ثم السوق الكبير الذي تبضعت منه عصر الخميس ..ولم تنس طبعاً أن تصف لهن المتنزة ذو الشلالات العالية والأشجار الوارفة الذي قضت فيه مع عائلتها أحلى الأوقات في أمسية الخميس .. ثم أردفت قائلة بكل حسرة : آآآآة ..لكن ما أسرع ذهاب الأيام الجميلة ..فبعد ذلك يأتي يوم الجمعة ...ذاك اليوم الكئيب ..فيعم منزلنا الهدوء ..لنعود لدروسنا و واجباتنا ...أوف ...كم أكره هذا اليوم !! عندها تدخلت زينب ...تلك الطالبة التي قد جلست في أحد زوايا الفصل لتراجع حفظها من سورة البقرة قبل أن تنزل مصلى المدرسة لتسمع في الحلقة ...تدخلت ( زينب ) قائلة : استغفري ربك يا (فاطمة ) ...أتصفين خير يوم طلعت فيه الشمس باليوم الكئيب ؟؟؟ قالت فاطمة : استغفر الله ...لكن يبدو أنك أسأتِ الفهم يا زينب أنا لا أقصد بأنه كئيب لذاته ..بل أنا أكرهه من أجل تذكيره لي بالدراسة والهم ..ثم أسألك بالله يازينب وبكل صراحة ألستِ مثلي تكرهينه أيضاً ؟؟ زينب : ماذا تقولين : أكرهه؟؟كلا والله ..بل هو خير أيامي ...أعيش فيه أحلى اللحظات . فاطمة : كيف ؟؟ أتتنزهين وتتمتعين في هذا اليوم ؟؟ ألا يمانع أهلك من أجل الدراسة ؟؟ زينب : ولم يمانع أهلي ؟؟ فأنا أتنزه في حدائق الذكر والخير...أبدأ الجمعة بأداء صلاة الفجر ...فأقرأ في الركعة الأولى سورة السجدة وفي الثانية سورة الإنسان ممتثلة هدي رسولي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان يقرؤهما في فجر الجمعة ..ثم أجلس في مصلاي أذكر ربي إلى أن تطل الشمس بإشراقها ....فأصلي ركعتين ممنية نفسي بنيل الأجر الذي وعدنا به نبينا في قوله )من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة)وبعدها آوي إلى فراشي فأنام إلى الساعة العاشرة ثم أقوم لركعتي الضحى ..فإذا جاء وقت الظهيرة أسرعت إلى المذياع لأسمع خطبة الجمعة وأشنف سمعي بالمواعظ ...وبعد تناول طعام الغداء آوي إلى حجرتي لأقرأ سورة الكهف التي هي نور للمسلم من الجمعة إلى الجمعة ... وبالطبع فان سواكي لا يفارقني أبدا في ذاك اليوم بالذات فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقو ل ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) وكذا فإن لساني يلهج بالصلاة على قدوتي وحبيبي محمد الذي دعانا لذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةعلي) وفي نهاية هذا اليوم الجميل أهرع إلى سجادتي لأرفع كفي وأناجي ربي وأتذلل له وأتوسل إليه ..علي أوافق ساعة إجابة فيغفر لي ويسهل أمري عند تطاير الصحف في يوم العرض الأكبر فأكون من عباد الله الفائزين .. ثم أعقبت زينب قائلة وهي تواري دمعة سقطت من عينها : استحلفك بالله يا فاطمة لا تخبري أحدا عما قلت عن نفسي ...فو الله لقد أجبرتني أن أتكلم ...ووددت لو كتمت هذا الأمر ليكون بين وبين ربي . هزت فاطمة رأسها وهي مازالت مذهولة ...وقد ألجمها الصمت فطأطأت رأسها ...بينما زينب قد استدارت لتسرع الخطى نحو المصلى .
وعندما حل السبت...جاءت فاطمة بوجه مشرق ...لتصافح زينب وتقول : لكم كنت والله محرومة .؟؟ زال الحرمان عن فاطمة ولكن كثيرا من المسلمين مازالوا محرومين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أهل الكتاب أعطوا يوم الجمعة فاختلفوا فيه فصرفوا عنه، وهداناالله إليه وأخره لهذه الأمة وجعله عيدا لهم فهم أولى الناس به سبقا، وأهل الكتابين لهم تبع . متفق عليه . | |
|