مهاالشعباني ادارة الموقع
عدد المساهمات : 531 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: ماجلان قاهر البحار الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 5:47 am | |
| [center]ماجلان قاهر البحار ألف الكتاب ستيفان زفايج ترجمه حبيب جاماتي ] التجار الغربيون يقومون برحلات شاقة طويلة إلى الشرق بحثاً عن التوابل والعطور كالمسك والعنبر وماء الورد وغيرها وكذلك العقاقير المختلفة كالأفيون والكافور والصمغ، إن الإقبال على واردات الشرق جعل أسعارها باهظة وخلق جواً من المنافسة الشديدة بين الدول الغربية آنذاك للسيطرة على الممرات الملاحية المؤدية إلى الشرق، كانت الدوافع الاقتصادية تقف أساساً وراء معظزم المحاولات التي جرت لاستكشاف مسالك بحرية جديدة، كرحلة كولومبوس إلى الغرب وفاسكو دي جاما إلى الجنوب وكابو إلى الشمال، وعلى الرغم من ذلك فإن أحداً لا ينكر أهمية البحث عن معارف ومكتشفات كانت مجهولة، هكذا أسست رحلة ماجلان التي انطلق بها نحو الغرب باحثاً عن طريق إلى الشرق، كان ماجلان أول من طاف حول العالم وارتاد المحيطات الشاسعة وشق طرق الملاحة وأثبت كروية الأرض وضحى بحياته ليخر الإنسانية.[/size] ألف الكتاب ستيفان زفايج، ترجمه حبيب جاماتي، طبع الكتاب عام 1951.
فرناندو ماجيلانيس ملاح برتغالي عاش فترة من حياته امتدت بين العامي 1505 – 1512 في الهند، وأدرك أهمية المبادلات الاقتصادية مع ذلك البلد، كانت البرتغال آنذاك من الدول الأولى التي هيمنت على طرق الملاحة والتجارة مع الشرق، عرض ماجلان على الملك الإسباني فكرة البحث عن طريق جديدة إلى الشرق بالإبحار نحو الغرب بعد أن نبذه ملك البرتغال ورفض له طلباً بتحسين وضعه، كان ماجلان شبه متيقن من أن هناك ممراً يصل بين المحيطين الأطلسي والهادي في الطريف الجنوبي لأمريكا، كانت الخرائط المتداولة ترسم أمريكا الجنوبية متصلة بالقطب الجنوبي، لم يكن أحد ليفكر بإمكانية اجتياز المحيط الأطلسي والانتقال منه إلى المحيط الهادي، وافق ملك إسبانيا على مشروع ماجلان ووقع موافقته في 22 آذار من عام 1518، كان أسطول ماجلان مكوناً من خمس سفن أطلق على أكبر السفن الخمس اسم سان أنطونيو، وحمولتها مئة وعشرون طناً، غير أن ماجلان ولأسباب نجهلها عهد بقيادة هذه السفينة إلى جوان دي كرتاجينا، وقع اختياره على السفينة ترينيداد لرفع علم القيادة عليها وحمولتها تقل عن حمولة السفينة الكبرة بعشرة أطنان، ثم تجيء السفينة كونسبيسيون وحمولتها تسعون طناً بقيادة بسباركو يسادا والسفينة فيكتوريا وحمولتها خمسة وثمانون طناً بقيادة لويس بموان سراو، لقد أعد ماجلان بنفسه كل ما يلزم من حمولة على السفن، وقد فكر بأهم الأشياء وأصغرها وزود سفنه بكل المستلزمات المختلفة، رافق ماجلان في رحلته ودون أخبارها الشاب الإيطالي أنطونيو بيجافيتا، وكان ذا مثل عليا لا يندفع في المغامرة سعياً وراء الجاه أو طمعاً في المال بل حباً من المقربين إلى ماجلان وكان إرضاء لرغبته في رؤية أشياء جديدة ودراسة معالم الدنيا ومشاهدة بدائعها. عند فجر يوم الثلاثاء العشرين من أيلول من العام 1519 وقد أصبح يوماً تاريخياً فيما بعد رفعت السفن مراسيها ونشرت أشرعتها في الهواء وأطلقت المدافع تحية للبر الذي أخذ يختفي أمام نظر طواقم السفن الخمس، لم يسلك ماجلان الطريق المألوفة لعبور المحيط الأطلسي على الرغم من الاحتجاجات الصامتة لقادة سفنه، بل أبحر على الشاطئ الأفريقي نحو الجنوب ثم انحرف بسفنه إلى الجنوب الغربي ميمماً شطر ريودي جانيرو في البرازيل، وكانت سفنه جنوباً على الشاطئ الشرقي لأمريكا الجنوبية على مسافة لم تبلغها قبل سفينة أوربية، كما توقع ماجلان فقد حدث عصيان على سفنه، قاد العصيان دي كرتاجينا وكويسارا وكوكا وعنهد العصاة بقيادة السفينة سان أنطونيو إلى رجل ظهر اسمه للمرة الأولى أثناء العصيان جوان سباستيان دلكانو وهذا الرجل الذي وقع عليه الاختيار ليمنع ماجلان من تحقيق مشروعه هو نفسه الرجل الذي سيدفعه القدر كي ينجز العمل الذي بدأه الملاح العظيم ماجلان، رد ماجلان على العصيان بقسوة بالغة، وأعدم جسبارو دي كويسارا ثم ترك كرتا جينا وكاهن السفينة على الساحل أما دلكانو فقد صفح ماجلان عنه وتجاهل دوره في العصيان، استمر ماجلان في البحث الدؤوب عن منفذ إلى المحيط الهادي دون جدوى، وكان يدخل كل مصب نهر أو خليج واسع ظناً منه أنه يؤدي إلى المحيط الهادي ثم يعود بخيبة كبيرة، داهم الشتاء القاسي المستكشفين لكن الإرادة الحديدية لماجدلان وثقته بالنصر الأكيد دفعتاه نحو الاستمرار، لقد دمرت السفينة سنتياغو أثناء البحث، وقرر ماجدلان التوقف لمدة شهرين في مصب أحد الأنهار الصغيرة ولم يكن يعلم أن إبحار يومين فقط سيصل به إلى المنفذ المنشود نحو المحيط الهادي، وعند الوصل إلى المنفذ قامت السفينتان كونسبيسيون وسان أنطونيو عائدة إلى إسبانيا، وقامت السفن الثلاث المتبقية بعد ذلك بعبور المضيق الذي سمي فيما بعد بمضيق ماجلان وأبحرت صوب جزر الهند الصينية على مياه المحيط الهادي على الرغم من نفاذ المؤن، كان الإبحار في المحيط الهادي مملاً فهناك سكون وهدوء والسماء ما برحت صافية محرقة والأفق ينفسح لهم كلما أوغلوا فيه، ولم يكن يحيط بالسفن الصغيرة الثلاث إلا الفضاء الأزرق، وهي وحدها النفط المتحركة وسط ذلك الجمود الرهيب، اضطر الملاحون إلى أكل قطع الجلد التي تكسو عوارض الصارية الكبيرة بعد نفاذ المؤن، بعد مرور مئة يوم على مغادرة مضيق ماجلان وصلت السفن إلى الجزر التي عرفت فيما بعد باسم الفيليبين ومن هناك بدأت تنقلات السفن بين الجزر المختلفة في جنوب شرق آسيا، لقد أدرك ماجلان أنه حقق النصر المطلوب لكن القدر كان لماجلان بالمرصاد إذ يلقى الملاح العظيم حتفه في مناوشة حمقاء مع بعض السكان المحليين، قام رجال ماجلان بعد ذلك بتدمير السفينة كونسبيسون التي حدثت فيها ثقوب كانت لا شك ستغرقها وانتقل الرجال إلى السفينتين المتبقيتين، وفي مرحلة تابعة توقفت السفينة ترينيداد لضرورة الصيانة ولم يتبق إلا السفينة فيكتوريا، هكذا يقود دلكانو السفينة فكتوريا متجهاً صوب جنوب إفريقيا ثم نحو الشمال إلى إسبانيا، وفي جزر الآس الأخضر اكتشف البحارة أنهم كسبوا يوماً بسبب دورانهم حول الأرض لعبورهم خط طول اليوم الدولي، وبعد جهد هائل تدخل السفينة فكتوريا نهر الوادي الكبير، وبأمر من دلكانو تطلق من مدافعها للمرة الأخيرة إيذاناً بحلول لحظة النصر النهائي، وفي 6 أيلول من العام 1522 انتهت أعظم رحلة بحرية عرفها تاريخ البشرية وهبط على الشاطئ 18 رجلاً يقودهم دلكانو وكان قد غادر 156 رجلاً من ثلاث سنوات نهر الوادي الكبير بادئين رحلتهم التاريخية بقيادة ماجلان. [/size][/b]
| |
|