أزمـة الجـغــرافـــيـافي طريقة تدريسها وليس في مادتهـايمكنكم تحميل المقال على هيئة ملف وورد من الرابط التالى المـقـدمـــةفي زمن غابر جرى نقاش حاد حول الجغرافيا وهل هي من العلوم أم لا ، وانتهى الجدل بالاعتراف بالجغرافيا سيدة للعلوم الانسانية، وتم تخصيص مقعد لها في الجامعات العريقة . لقد برهنت الجغرافيا ، كعلم ، اهميتها في دول العالم المتقدم حيث مارس الجغرافيون واجباتهم الوطنية خارج قاعات الدرس بكفاءة عالية نالوا بسببها احترام الجميع . ولعل الجوهر في هذا كله ، الطريقة التي درس بها هؤلاء الجغرافيا منذ المرحلة التعليمية الابتدائية صعودا الى التأهيل الجامعي التخصصي . فطريقة التعلم هي المفتاح الحقيقي لفهم المادة و التعامل معها بصورة صحيحة داخل الصف و خارجه ، في مجال التعليم وفي ميادين الحياة المختلفة .
ما أصاب الجغرافيا من غبن بسبب طريقة التعلم الخاطئة ، قد حصل لمعظم العلوم ، ان لم يكن جميعها . فالرياضيات هي ليست عمليات حسابية آلية ، بل منطق و سياقات تفكير . كذلك الحال مع الهندسة ، وعلوم الحياة ، و الفيزياء و اللغة . والتاريخ ليس حكايات جدني او سرد غيبي للاخبار و الاحداث ، فله منطقه و فلسفته . ومع شديد الأسف فان فلسفة العلوم لا يهتم بها و لا تدرس في العديد من الاقسام العلمية على اهميتها القصوى . وان درست ، فلا صلة لها بالمواد التخصصية . ففي الجغرافيا ، على سبيل المثال لا الحصر ، فان تدريس المواد الآتية يتم بصيغة لا تدل على وجود ترابط جدلي ، عضوي بينها : علم الخرائط ، منهج البحث العلمي ، الدراسة الميدانية ، التحليل الكمي ، فلسفة الجغرافيا . وحتى الدراسة الاقليمة لا يتم الربط فيها بين فروع الجغرافيا الاصولية ، بل تعامل كمفردات منهج تمثل فصولا في كتاب وليس كمادة مترابطة متداخلة محددة لملامح الاقليم و شخصيته . انها كدراسة اشجار غابة كل واحدة بمعزل عن الاخرى و بعيدا عن النظرة النظامية التكاملية الموحدة لبيئة الغابة . انها دراسة مجزوءة ناقصة غير مجدية ، لذلك ينساها الطلبة ولا يهتموا بها . انهم لا يستوعبون الهدف من دراستها ، فهي بالنسبة لهم مادة تقرأ للامتحان فقط . ولهذا السبب برزت ظاهرة الغش بين الطلبة و تفاقمت .
يعرض المقال وجهة نظر الكاتب في السبل التي يمكن من خلالها نفض التراب عن وجه مادة لها اهميتها العلمية خارج قاعات الدرس ، واعادة الحياة اليها بعد ان كاد يقضى عليها من قبل معلميها و مدرسيها الذين تعرفوا على اشجار الغابة و حفظوا الوانها و اشكالها و لكنهم جهلوا علاقاتها ببعض وما ينتج عن هذه العلاقة من بيئة حياتية متكاملة . فالجغرافيا هي دراسة التنظيم المكاني لعناصر الحياة وتفاعلها على سطح الأرض ، سواء أكانت هذه العناصر طبيعية (هواء ، ماء ، تربة ، صخور) أم بشرية (نشاطات الانسان و البيئة التي صنعها لنفسه) . فالجغرافيا ليست معلومات في كتب ، بل مشاهدات ميدانية في البيئة التي نعيش فيها و نعمل . ومن لا يفهم التنظيم المكاني لعناصر البيئة التي يعيش فيها وطريقة تفاعلها مع بعض ، لا يستوعب مطلقا جغرافية العالم وان حفظ نصوصها و خرائطها عن ظهر قلب . فبداية دراسة الجغرافيا تكون في البيت و المحلة و المدرسة . انها الاطلس الذي يجب ان يعتمده المعلم لافهام التلاميذ و الطلبة الجغرافيا و ماهيتها و اهميتها الحياتية اليومية . وكما قال علماء النفس ، من لا يعرف نفسه يجهل الآخرين ، كذلك يمكن القول بان من لا يعرف جغرافية منطقة سكنه لا يستوعب جغرافية بلده ، ولا جغرافية البلدان الاخرى .
2 – مـن أســباب الأزمــة من خلال خبرة تدريسية لا تقل عن عشرين عاما في جامعات القطر (البصره ، بغداد ، المستنصرية ، تكريت و ديالى) ، وعن بحوث انجزت وأخرى اطلع عليها ، ومن خلال مناقشات مطولة مع الطلبة الجامعيين ، استخلص الكاتب ان الخلل في فهم حقيقة الجغرافيا من قبل طلبة اقسام الجغرافيا راجع الى طبيعة الطرائق التدريسية المتبعة في المرحلتين الابتدائية و الثانوية . فقد نقشت في اذهانهم صورة مشوهة عنها يصعب تصحيحها في المرحلة الجامعية . ( العمر والربيعي1991) و المصيبة ان عملية سوء الفهم تدور لتتراكم مرة اخرى عندما يتخرج هؤلاء الطلبة ليمارسوا التدريس و لم يتم بعد تصحيح الصورة عندهم بما فيه الكفاية .لاسباب عديدة لا مجال لمناقشتها في هذا المقال .
ومن خلال متابعة طلبة السنة الرابعة في كليات التربية و مراجعة المدارس الثانوية خرج الكاتب بالملاحظات الاتية ، والتي تؤكد وجود خلل في تدريس الجغرافيا و تعمق التشويه الحاصل في صورتها في اذهان الطلبة خاصة ، و عامة الناس : -
(1)نقص لا يستهان به في توفير الخرائط الجدارية في المدارس الثانوية ،
(2) ضعف متابعة المشرفين التربويين لمدرسي الجغرافيا في مجال استخدام الخارطة بما يؤدي الى الاستفادة فعليا منها ،
(3) عدم قيام الطلبة برسم الخرائط الموجودة في الكتب او الاطالس لعدم طلب ذلك منهم،
(4)الخرائط في الكتب المنهجية غير مستثمرة بصورة تؤدي الغرض من وجودها ، لا في المتن ولا في طريقة التدريس ولا في الواجبات البيتية ،
(5)اهمال واضح للنشاطات العلمية اللاصفية التي تدفع بالطلبة للاهتمام بالمادة العلمية و التعلم الذاتي خارج القاعة ،
(6)عدم استثمار البيئة المحيطة بالمدرسة كمادة للدراسة الميدانية و ربطها بالمنهج الدراسي .
هذا مقال نظري (فكري) ، يعكس وجهة نظر الكاتب ، وليس بحثا تربويا يعتمد الاستبيان و المقابلة و غيرها من مستلزمات البحوث التربوية ، لذا لم تتبع السياقات ذاتها . انه موجه الى القائمين على العملية التعليمية ومن يعنيهم ان يتعلم التلاميذ و الطلبة المواد و المواضيع بصورتها الصحيحة . لأن ما يحدث مع الجغرافيا حاصل أيضا مع الرياضيات و الهندسة و الاحياء و غيرها من المواد الدراسية الأخرى . ولكونه مقال تخصصي فان المجلات العلمية هي مكانه المناسب و ليس الصحف اليومية او المجلات الثقافية العامة .
3 – نشاطات صفية و لا صفية لا غنى عنها ،
تتوفر نشاطات صفية ولا صفية عديدة و متنوعة بامكان المعلم او المدرس ممارستها مع طلبته تعزيزا للمنهج و تطبيقا له . يشار هنا الى نماذج متعارف عليها تلح الحاجة الى العودة اليها ، للتذكير بها بعد ان غلفها النسيان .
3 – 1 ) الـمعاني الجغرافية في الصـور و الـرسـوم ،تصدر سنويا اعدادا كبيرة من التقاويم الحاوية على صور لـمناظر طبيعية متنوعة ولـمختلف البيئات . تشكل جـميع هذه الصور مادة لتدريس الجغرافيا وتنمية الحس الجغرافي عند الطلبة اذا نظر الى ما وراء الصورة ، الى معانيها الجغرافية .
فمنظر الجبال يـمكن ان يثير الـمـوضوعات الاتية : انواع الجبال ، توزيعها الـمكاني في البلد والعالم ، عوامل التعرية ، التساقط وانواعه ، الربط بالكوارث الطبيعية ، الربط بطراز حياة معينة ، بالنبات الطبيعي وتنوعه مع الارتفاع ، مع استثمار الانسان لـها لأغراض سياحية ، بالانهار و البحيرات ، بالغذاء وتنوعه ، بالـمشكلات السياسية بين الدول وفي الدولة الواحدة .
ولـمنظر الغابة جاذبيته للنظر والتأمل في : انواع الغابات ، تنوعها مع تنوع الـمناخ والـمواقع الجغرافيـة ، هـل الغابة مـجرد مـجموعـة اشـجار ؟ ماهو النظام البيئي للغابة ؟ التوازن البيئي في الغابة ، سوء استخدام الانسان للغابات واثر ذلك على التبدلات الـمناخية ، مفهوم : ازرع ولا تقطع واهـميته للانسان من مـختلف الـمـعطيات الحياتية .
الـماء سـر الحـياة ، وصـور الـمسـطحات الـمائية هي الاكثر شيوعا ، وكل منها توفر فرصة للحديث واثارة حوارات بين الطلبة وتسلؤلات عن اهمية ترشيد استهلاك الـمياه ، و البيئات الـمائية واهـميتها لتلطـيف الجـو و توفير الغذاء ، واستثمار الانسان للمـجاري والـمسطحات الـمائية في النقل و التسلية والترويح وكـمصدر للعـيش ، والـمشاكل السياسية الناجـمة عن الـمياه الدولية .
وللغيوم والاشكال التي ترسمها في الجو جاذبية خاصة ، وعلى اساسها يستطيع الـمدرس الربط بين انواع الغيوم وانواع الـمطر ، وامكانية التبوء بالجو من خلال نوع الغيوم . كما بامكانه الطلب من الطلبة مـمارسة هذا التوقع في كل يوم تكون فيه الغيوم موجودة في السماء .
ومن الـمناظر التي تثير الفضول ، صور الاقوام والشعوب الاخرى ، انها توفر فرصة للتحدث عن الاختلافات العرقية والدينية بين الشعوب والـهدف الرباني من ذلك (التعارف) ، واثر البيئات الطبيعية على شكل ولون وحياة الاقوام الـمختلفة . و يعني تعارف الشعوب مع بعضها تعاونها في الخير والتأمل في وحدة الخالق .
للبيئة التي صنعها الانسان لنفسه (الـمدينة) ، احاديث وتساؤلات لا حصر لـها ، فصـور الشوارع و الـمباني مـدخل للحـديث عـن جـميع مـناحي الحـياة اليومية وتباينها الـمكاني . انها الاسـوار التي بناها الانسان لتؤطر حياته بثقلها وظلالـها ، و هي حلم الكثيرين مـمن يـجهلون حقيقتها . انها الحـلم و الكابوس ، الحلم لـمن يعيش بعيدا عـنها والكابوس لـمن خـنقته مشاكلها . انها مادة للتكلم عن الاقتصاد ، الاجتماع ، التخطيط ، التلوث ، الـمشاكل ، الحـلول ، عن الخبرة الشخصية للطلبة فيها . كـذلك الحـال مـع الريف ، خاصة عند اجراء مقارنة بين الريف و الـمدينة في الـمعطيات الاتية : الـمظـهر الخارجي ، الـمساحـة ، الكثافـة ، استعمالات الارض ، طراز الحياة ، القيم الاجتماعية ، التنوع الاجتماعي ، الـمشاكل البيئية (طبيعية واجتماعية) . وافضل شيء يقوم به الـمدرس في هذا الـمضمار ، اجراء مناظرة بين مـؤيدي البيـئتين .
هذا غيض من فيض من الحالات التي يـمكن ان يستثمرها مدرس الجغرافيا في المدارس الثانوية ليزيد من ادراك طلبته للمفردات الجغرافية ويـحفز الحـس الجغرافي عندهم . بهذه الطريقة يدفعهم الى النظر الى ماوراء الاشياء وعلاقاتها البيئية . بتنمية هذا الحـس عند الطلبة يصبحوا جغرافيين حقيقيين ، يستوعبوا بيئتاهم جغرافيا ، وحـينها فقط ، يسهل عليهم تصور جغرافية العالم الاخر وادراكها .
3 - 2 ) الجـغـرافـيا الـعـمـليــة ،توفر الجغرافيا العملية Practical Geography فرصة كبيرة لتعلم حقائق جغرافية عمليا ، وهذه الحقائق ذات اهمية للناس في حياتهم اليومية . ومن الضروري مـمارسة تعلمها والتدريب عليها من الدراسة الـمتوسطة . والتعرف على الجغرافيا العملية يدفع بالطلبة لاعتناق حقيقة مفادها ان الجغرافيا علم حيوي يـرتبط بـحياة الناس في مـختلف مـناحيها ، وان تعلمها لا يكون من خلال قاعات الدرس فقط ، بل ان القاعات الـمغلقة ماهي الا مرحلة اولية في التعلم والتهيئة للتدريب العملي الـميداني . ومن مفردات الجغرافيا العملية :-
( أ ) تعـييـن اتـجـاه الـشـمـال ، الجهات الـمعروفة اربع : الشمال والجنوب ، الشرق والغرب . وعند معرفة احدها على وجه اليقين تسهل معرفة الاتـجاهـات الاخرين . فالشمال عكس الجنوب ، والغرب عكس اتـجاه الشرق . ومن الضروري التمييز بين نوعين من الشمال : الجغرافي و الـمغناطيسي . موقع الاول ثابت اما الثاني فمتحرك ضمن نقطة في اقصى شمال كندا بالقرب من شبه جزيرة بوثينيا التي لا تبعد عن مركز القطب الجغرافي الشمالي باكثر من الف ميل (فليجة 1981) . ويقاس الاختلاف بين اتـجاه الشمالين الجغرافي والـمغناطيسي بالدرجات ، درجة الاختلاف الـمغناطيسي والتي قد تكون الى شرق او غرب اتـجاه الشمال الجغرافي (الحقيقي) . ويـمكن معرفة درجة الاختلاف الـمغناطيسي من خلال تـحديد الشـمال الـمغناطيسي بواسطة البوصلة وتـحـديد الشـمال الجغرافي باحدى الطرائق الـمعروفة ، او مـن خلال جداول خاصة .
استعمال البوصلة شائع لـمعرفة اتـجاه الشـمال ، ولكن عـندما تكون الخارطة خالية من تـحديد الاتـجاه ويطـلـب تثبيته عليها فالامر يـختلف قليلا . توجه الخارطة اولآ حسب الاحداثيات الـموجودة على الارض ، توضع البوصلة عليها ثم يتم تأشير (وضع نقطة على الخارطة) عند اتـجاه الشمال في البوصلة ، ونقطة اخرى عند الجنوب . بعد ذلك يـمد خط للوصل بين النقطتين مع وضع سهم ليؤشر اتـجاه الشمال الـمغناطيسي . وبـمعرفة درجة الاختلاف الـمغناطيسي يرسم خط يتقاطع مع الخـط الاول ليشير الى الشمال الحقيقي .
يكون قرص الشمس في النصف الشمالي من الكرة الارضية ، وعلى مدار السنة ، في وقت الزوال (منتصف النهار) في جهة الجنوب . وعند وضع عصا مستقيمة بوضع عمودي على سطح الارض وتـحت اشعة الشمس فان ظلها يتجه حتما الى الشمال الحقيقي . هذا في حالة وجود ساعة دقيقة ، وفي حالة عدم معرفة وقت الزوال بدقة عالية ، حينها تعتمد الطريقة الاتية : يـختار وقت قبل الساعة الثانية عشر ظهرا بوقت قصير وتثبت عصا على الارض تـحت اشعة الشمس بشكل مائل . يربط في طرف العصا خيط به ثقل يلامس سطح الارض فيحدث ظلآ . بعد ذلك ترسم دائرة او قوس في الجهة الـمعاكسة لحركة الشمس بنصف قطر يساوي طول ظل الخيط من نقطة نهاية الخيط على سطح الارض . يراقب الظل من حيث الطول والقصر والابتعاد تدريـجيا عن مـحيط الدائرة او القوس الـمرسوم والعودة الى ان يلتقي مع القوس مرة ثانية . (فليجة و زميله 1978 ) .
ويـمكن اعتماد طريقة الساعة اليدوية لـمعرفة اتـجاه الشمال الجغرافي وذلك بوضع الساعة افقيا تـحت اشعة الشـمس ثم يتم توجـيهها حتى يشير عقرب الساعات الى الشمس . والخط الوهمي الـممتد بين مركز الساعة ومنتصف القوس الـمحصور بين نهاية عقرب الساعات و الرقم (12) مشيرا الى الجنوب الجغرافي في نصف الكرة الشمالي . وبـمد الخط بالاتـجاه الـمعاكس فانه يشير الى الشمال الجغرافي .
وفي الليل تشير مـجموعة الدب الاكبر الى الشمال الحقيقي . فالنجم القطبي هو احد افراد مـجموعة الدب الاصغر التي تقع فوق القطب الجغرافي الشمالي ، ويدور هذا النجم حول نقطة القطب السماوي ((نقطة وهمية تقع في كبد السماء على سـمـت القطب الجغرافي)) . ففي اول الليل تكون مـجموعة الدب الاكبر قريبة من افق السماء ، وتؤشر مـجموعة من خـمس نـجوم تاخذ شكل رقم (4) الـهـندي (تعرف بذات الكرسي) على موقع النجم القطبي .
فالنجم القطبي يقع في نهاية مـجموعة الدب الاصغر وبين ذات الكرسي ومـجموعة الدب الاكبر ، والخط الواصل بين نـجمين من الـمجموعة الاخيرة يؤشر الى الشمال الجغرافي
( ب ) اسـتيـعاب مـقـياس الـرسـم ،من الاخطاء الشائعة تدريس مقياس الرسم كمادة رياضية (رغم انه كذلك) جعلت العديد من الطلبة ينفر من الخارطة لارتباط مقياس الرسم بها . ان طريقة تدريس مقياس الرسم يـجب ان تكون بصيغة التعلم عن طريق اللعب . فقياس ابعاد قاعة الدرس ورسمها على ورقة باعتماد مقياس الرسم تدفع الطلبة لفهم الصلة بين البسط والـمقام ، بين الاشياء الـمنسوبة لبعضها ، بين جـميع الـمقاييـس النسـبية . قياس ابعاد القاعة بداية لرسم خارطة الـمدرسة بـمقياس رسم حقيقي ، وكواجب للطلبة لرسم مـخططات الوحدات السكنية التي يقطنوها ، ولرسم مـخطط للطريق الذي يسلكوه الى الـمدرسـة ، وغيرها من مـخططات عن البيئة الـمحيطة بالـمدرسـة مع التاكيد على مـقياس الرسـم . الـهدف استيعاب الطلبة نسبة مايرسموه على الورق الى الواقع الذي يعيشوه . من هنا يستوعب الطالب الحجم الحقيقي لبلده قياسا ببلدان العالم الاخرى ، الـمجاورة والبعـيدة ، الـمتقـدمـة والنامية ، نسبة القمر الى الارض ، نسبة الارض الى الشمس .
بـمعرفة اماكن عيش اقارب الطالب و دفعه لحساب الـمـسافة بين سكنه (مدينته) وسكن الاخرين (مدنهم وقراهم) تـجعله يستوعب اسباب تباعد الزيارات او تقاربها ، تدفعه لفهم دور الـمسافة في العلاقة بين الناس . انه يكتشفها بنفسه بـمساعدة الـمدرس من خلال تعليم مقياس الرسم . في هذه الحالة فقط يكون لـمقياس الرسم اهمية في حياة الطالب ويفهم اهميته دون ان يـحفظ نص من الكتاب الـمقرر . ان نسـيان الحقائق الـمكتشفة ذاتيا قليل جدا ، عكس الـمعلومـات التي يـجبر الطالب على حفظها دون أن يعي ماهيتها واهميتها لحياته اليومية لاحقا
3 – 3 ) رسـم الـمـخـطـطـات مـيدانيـا ،للمخططات الـميدانية Field Sketches اهمية في الجغرافيا لأنها احدى وسائل التعلم الـميداني . انها افضل من الصور الفوتوغرافية لأنها ذات علاقة بـموضوع معين ، مع التركيز على الـمعطيات ذات العلاقة فقط . انها تسلط الضوء على حيز صغير لتبرز الـمطلوب في الدراسة ، والنتائج مؤكدة وسريعة وغير مكلفة . ويـمكن تسجيل الـملاحظات الـميدانية على الـمخطط ، وقد ياخذ الرسم التخطيطي وقتا ، خاصة في التجربة الاولى .
ومن الضروري تعويد الطلبة ، منذ نعومة اظفارهم ، على رسم الـمخططات لأن هذا يفيدهم في مـختلف نواحي الحياة الدراسية و العملية . ليس الـمطلوب رسم منظر طبيعي ، بل ابراز ظاهرة جغرافية للـملاحظة والدراسـة ليس الا .
ومن الـمهم بداية ، وضع هيكل ثم اختيار احداثيات الظهير الارضي لتمثيل مظاهر تؤشر الـمركز و الحواف الشمالية و الجنوبية والشرق و الغرب ، اليسار و اليمين . بعد ذلك ، يبدأ رسم مقدمة الـمنظر والخلفية اعتمادا على مظاهر مـختارة كثوابت (الاحداثيات) ، وقد تهمل بعض التفاصيل في الخلفية .
وقد يـحتار الطالب اول الامر في حجم الـمادة التي يرسمها ، واسهل طريقة هي ان ترسم على ورق كبير نسبيا A3 ، وباعتماد قلم الرصاص لتحديد الحجم والابعاد افقيا او عموديا او حتى تقدير الزاوية . ومن الضروري تعزيز الثقة بالنفس عند الطلبة وبقدرتهم لانتاج شيء ذي قيمة وفائدة . أي عدم الاستهانة بـما يقدموه ، في الـمراحل الاولى على الاقل . وبالامكان تصغير مقياس الرسم عندما تكون مساحة منطقة الدراسة كبيرة ، وذلك باعتماد التصغير بالنسبة الى النصف او اية نسبة يراها الطالب مناسبة و مقبولة . وعندما تكون التباينات السطحية غير كبيرة يـمكن تـنـصيف القياس الافقي او مضاعفة القياس العمودي لابراز الظاهرة قيد الدرس .
وتـحديد خط الافق له اهميته لان جـميع الاشياء الاخرى يعتمد تـحديدها على اساسه ، ويفضل ان يكون تضليل الاشياء التي صنعها الانسان داكنة ويكون تضليل الـمظاهر الطبيعية خفيفا ، وان تكون الاشياء امام الناظر اكثر تضليلا من الخلفية . وللاعتبارات الجغرافية اهمية عند اختيار الاشياء التي تظهر في الـمخطط ، فعند التركيز على الـمظاهر الطبيعية تهمل الكثير من التفاصيل التي اوجدها الانسان ، مثل اسلاك الكهرباء وغيرها ، اما الطرق و السكك فانها تؤشر . وعند رسم خارطة الـمدينة فان الانشاءات الكهربائية والطرق لـها اهمية . والعنوان ضروري ان يكون دقيقا و تفصيليا مع تاشير الـموقع ، وتـحديد الاتـجاهات وتـحديد اسماء الـمناطق والـمظاهر الطبيعية و البشرية . وقد تكتب هذه على ظهر الـمخطط او عليه مع الاسهم الـمؤشرة عليها .