لا شك أننا نريد جميعاً أن يكون لدينا مرجع متكامل للبرمجة اللغوية العصبية يتميز بالشمول لجميع مفردات هذا العلم و كذلك يتميز بالخصوصية التي يمكن الاستفادة منها في جميع أوجه النشاطات المختلفة لأي فرد.
البرمجة اللغوية العصبية
كانت بداية هذا العلم في عام 1975على يد العالمين ريتشارد باندلر وجون جرايندر، ولنا أن نعرف أن البرمجة تتضمن مجموعة من المبادئ الإرشادية والتوجهات والتقنيات التي تعبر عن السلوك الواقعي في الحياة، وما هي بنظرية علمية، لكنها تمنح الأفراد حرية اختيار سلوكهم وانفعالاتهم وحالاتهم البدنية الإيجابية وذلك عندما يستطيعوا فهم كيف يعمل العقل.
وهى تساعد أيضاً على إزالة القيود التي يفرضها المرء على نفسه.
تكشف البرمجة كذلك العلاقة بين طريقة تفكيرنا (العصبية)، وطريقة تواصلنا سواء على المستوى اللفظي أو غير اللفظي (اللغوية)، ثم أنماط سلوكنا وانفعالاتنا (البرمجة.(
والبرمجة في الأساس هي كيف نستخدم لغة العقل من أجل الوصول دائماً إلى نتائج محددة ومطلوبة.
برمجة العقل
ينشأ عقل الطفل بوصفه كمبيوتر نظيف خالي من جميع البرامج إلا ما كان ضرورياً لفترة حياته الأولى.
ومنذ البداية يكون على استعداد لاستقبال البرامج من الخارج وتحميلها*** وبالطبع لن يجد أمامه إلا أبويه و الذين بدوريهما لن يبخلا على ابنهم بتغذيته بجميع البرامج التي يعرفونها*** هذه البرامج منها ما هو جيد ومنها ما هو مشوه بل وفيها الكثير من البرامج المقلدة و التي قد لا يعرفها الوالدان و لا يعرفون فوائدها و لكن وجدوا الناس يربون (يبرمجون) أبنائهم هكذا فقلدوهم في تربية ابنهم مثلهم كما يقول الشاعر:
«فهل أنا إلا من غزية إن غزت
غزيت وإن ترشد غزية ارشد»
وبمعنى آخر إن الإنسان أبن بيئته، فإن ساءت ساء وإن أرتقت ارتقى.
و كل ما قام به الأبوان بالطبع يكون بقصد الإحسان لولدهم وبحسن نية بالطبع*** و لكن هذه هي قدرتهم وهذا هو جهدهم فجزآهم الله عنا كل خير.
البرنامج تم تنصيبه بنجاح..........
تخيلوا معي ولدان تربوا بنفس البيئة و كبروا و نشئوا معا و لكن بعد عشرين سنة من الآن تتوقعون.....
كم برنامج تم تنصيبه لكل منهم و ما مخرجات برامجهم و كم تتوقعون نسبة التشابه بينهم.
اختلاف البرامج و تعددها............
كل منا شخص مميز في برامجه التي يحملها و يسير في هذه الدنيا على حسب مخرجاتها.
ومن النادر أن تجد شخصين متماثلين في برامجهم حتى التوائم يبقى لديهم بعض الفروق في مخرجات برامجهم.
و لو تم تحميل برنامج واحد لشخصين مختلفين فلا تتوقع نفس المخرجات وذلك بسبب برامج سابقة موجودة لديه يجب أن يتوافق معها البرنامج الجديد ليأخذ وضعه بينها و يبدأ بالتعامل معها بتوافق تام أو قد لا يتوافق فلا يعمل بكفاءة جيده و تظهر المشاكل بسببه من حين لآخر.
إليكم هذا القصة الحقيقية:
كان هنالك مدمن و مروج للمخدرات قد قبض عليه و أودع في السجن بحكم المؤبد***لم يستمر الحال طويلاً حتى أودع ابنه الأول السجن بنفس جريمة أبيه***أما أبنه الأخر فكان ذا منصب مرموق في أحدى الشركات.
عندما دُرست حالتهما:
سئل الابن الأول: ما الذي جعلك تصل إلى هنا؟
فكان مضمون إجابته: أبي مدمن و مروج مخدرات و محكوم بالمؤبد ما الذي تتوقع مني أن أفعل***وعندما سئل أبنه الآخر صاحب المنصب المرموق نفس السؤال***
ماذا تتوقع إجابته:
لقد قال: أبي مدمن و مروج مخدرات و محكوم بالمؤبد ما الذي تتوقع مني أن أفعل.
تخيلوا نفس الإجابة ***نفس الحدث و لكن برامج الأول قادته إلى تكرار نفس سيناريو الأب***فليس المهم هو الحدث و لكن المهم نوعية استجابتك له.
وهذا يعتمد على نوعية البرمجة لديك.
بمعنى برامج الأول تقول له : عفوا ليس لك إلا أن تكون مثل والدك.
أما برامج الآخر فقالت له: عفوا ليس لك أن تكون مثل والدك. لا يمكنك تكرار نفس تجربة والدك*** انك تستحق أفضل من ذلك.
هذا التغير في الموقفين كان نتيجة لمؤثرات خارجية «بمعنى آخر البيئة المحيطة تعطي الفرد مؤشرات سلبية وايجابية، يبقى هنا الاستعداد أما مع أو ضد فتلعب البيئة دور مهم في التأثير على بنية البرامج التي يحملها الفرد وتنعكس وفق لهذه التجارب مع طريقة الإخراجات بشكل عام فينعكس ذلك على الدافع والسلوك.
انتوني روبنز قال:
من قواعد أنتوني روبنز القوية و المهمة:
الماضي لا يماثل المستقبل، ولكنه يبقى عبرة «ذات طابع سلبي أو ايجابي»
الماضي شي و المستقبل شيء آخر *** الماضي أنتهي و المستقبل جاهز للتفصيل حسب المقاس الذي ترغبه.
ما حدث لك في الماضي قطعا لا يجب أن يتكرر في المستقبل.
إذا لم ينجح زواجك الأول فلا يعني أبدا أن زواجك الثاني لن ينجح فالماضي لا يماثل المستقبل.
إذا هزمت في المباراة السابقة فلا يعني هذا انك ستهزم في المباراة القادمة
و مهما حدث لك من فشل ( مع تحفظنا جميعا على هذه الكلمة) في الماضي فلا يعني هذا انه سيتكرر في المستقبل***فالماضي لا يماثل المستقبل.
عندما يحدث لك موقف في السابق لا تعرف كيف تتعامل معه فلا يعني هذا انك في المستقبل ستكون بنفس قدراتك السابقة*** فأنت تتغير و تتطور في كل لحظة.
مشكلتنا الكبيرة***اكرر مشكلتنا الكبيرة***اكرر و اكرر للمرة الثالثة مشكلتنا الكبيرة.
أننا نحاسب ماضينا بحسب قدراتنا الحالية ، وهذا خطأ فمشكلة الماضي تبقى مشروطة بظروفها، ولا يمكن لنا إسقاط أحكام عليها من خلال الوضع الراهن.
لماذا لم انجح في الشهادة الإعدادية مع أنها سهلة جدا.
أقول حسب قدراتك الماضية كانت صعبة و حسب قدراتك الحالية تجدها سهلة جدا.
لذلك لو اختبرت الآن لنجحت.
ففشلك في الماضي لا يماثل المستقبل فأنت الآن قادر على النجاح في تلك الشهادة.
والكثير الكثير من فشلك في الماضي لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى************ فلو عشت تجربتك الفاشلة الآن لنجحت.
فلا تجعل التجربة السابقة حكم تسلطه على تجاربك في المستقبل.
و لا تحاسب نفسك بماضيك السابق.
الناس سيفعلون ذلك بك!!! لا بأس مشكلتهم هم.
الناس تحاسبك بفشلك السابق و تخبرك بمستقبلك الأسود القادم***!!! لا بأس مشكلتهم هم.
فلا تكن في صف الناس ضد نفسك.
إن لم تقف مع نفسك فمن سيقف معها.
لا تحاكم نفسك بقسوة على ماضيك ***فلا تكن من قضاة أهل النار في طريقة محاكمتك لنفسك بهذه الطريقة الظالمة و الجائرة.
و أنت تحاكم نفسك و تقيمها و تصفها في لحظات الغضب أو الفشل أو الضعف.
و تصدر عليها أقسى الأحكام التي لا يستحقها عتاة المجرمين.
تمهل.....
وأرفق بنفسك......
فالماضي لا يماثل المستقبل
الماضي ماضي و المستقبل يبدأ الآن و ليس من الماضي.
و يتشكل مستقبلك بقراراتك التي ستتخذها الآن
ما حدث في الماضي لن يتكرر إلا إذا أردت ذلك الآن
فقرر التغيير و توكل على الله.....
ف (أنا) بالأمس بالتأكيد ليست (أنا) في المستقبل.
اكتب هذه الجملتين على سطح مكتبك و انظر لها باستمرار
الماضي لا يماثل المستقبل.
و أنزل للميدان و دع المدرجات للمتفرجين.
يتبع في الجزء الثاني من الدورة