الجغرافيا الحديثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الجغرافيا الحديثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الجغرافيا الحديثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتدى حــــــــــديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث 2016
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف تعيقك صخرة!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مهاالشعباني
ادارة الموقع
ادارة الموقع
مهاالشعباني


عدد المساهمات : 531
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف تعيقك صخرة!!! Empty
مُساهمةموضوع: كيف تعيقك صخرة!!!   كيف تعيقك صخرة!!! Icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2008 11:38 am

قد لا تشعر بالماء إلا عندما يتكسر أمامك فوق أحد الصخور ويتناثر لتشعر ببرودته فوق وجنتيك فكثيرون منا يندفعون في حياتهم كالموج *** ويستمرون في السير في نفس الاتجاه حتى تصادفهم صخرة تعوق حركتهم ...
تجبرنا الصخرة على ان نتخذ قرارات جديدة في حياتنا التي سارت *** فلقد اعتدنا أن يستمر كل شيء على نفس الحال والمسار والسرعة ...
أما عندما تصادفك صخرة تجبرك على تحويل مجرى حياتك فلا تيأس بل كن ممتنا لأن فائدة الصخور من هذا النوع تجعلك تعيد النظر في حياتك و تختبر درجة صلابتك ***فلو كان خط سير حياتك ملائما وسليما وصلباً لتمكن من تجاوز هذه الصخرة بمعونة الله تعالى .
فالصخرة هي الابتلاء الحقيقي وهي تمنحك الفرصة لتحقيق أفضل النتائج ومنها تحديد المصادر الحقيقية لقدرتك على الاستمرار وتجاوز الأزمة ...هذا غير الألم والتوقف المؤقت كرد فعل طبيعي ومدى تأثيره على صلابتك أمام الصخور...

يعتبر الناس ثلاثة أنواع (تبعاً لقدرتهم على التعامل مع آثار ما بعد الاصطدام :
المخترقون .....................المتوقفون .....................المنكسرون
من أي الأنماط تنتمي أنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما مدى صلابتك مع العلم أن كل إنسان ادري بنمطه و ما يحتاجه ليرتقي ويرتقي ..
أخيراً: توكل على الله فالناجحون متوكلون ولو ظهرت لهم الصخور في كل مرة لأنه يؤمنون بأن الأمور بيد رب العالمين فلا يجزعون وينكسرون أمام صخور الحياة *** بل يجربون ويجربون ألف وسيلة ويبتكرون ألف طريقة وطريقة *** الراحة لهم غفلة أحياناً *** والتعب متعة *** حين تظهر الصخور في حياتهم يشعرون بالأمل لأنها تصقلهم وتزيدهم بريقاً*** فيواجهونها بنفوس مطمئنة وعقول واعية .

شيء رائع أن نتذكر المرونة فهذه من صفات القادة الناجحين وما تعلمناه في الحياة إن الشخص الأكثر مرونة هو الأكثر تحكما في المواقف .......
وفي المواجهة بيين الصخرة والنهر يفوز النهر دائما ليس بسبب قوته ولكن بسبب مرونته !!!


ودعوني أخبركم أنه قد يصل الإنسان إلى موقف يجعله يتذكر قول أفلاطون (الحياة التي لا يعاد النظر فيها لا تستحق أن تعاش) وبالتالي يعتبر الناس ثلاثة أنواع تبعا لقدرتهم على التعامل مع آثار ما بعد الاصطدام وهم كما يلي :
1- المخترقون : وهم أولئك اللذين يركزون على الآثار الايجابية للصدمة *** فلا يجدون وقتاً للبكاء أو الألم *** بل يشرعون في العمل ويكثفون جهودهم ويستفيدون من نقطة الاصطدام نفسها *** فيخرجون من التجربة أقوى مما كانوا ويصلون إلى أعلى مستوى مما كانوا عليه من قبل الصدمة *** ولكنهم في نفس الوقت لا يبقون على نفس خط السير السابق *** بل يتحولون قليلا ويصححون مسارهم السابق .
2- المتوقفون : وهم أولئك اللذين تشلهم الآثار السلبية للاصطدام عن الاستمرار في حركة القصور الذاتي التي كانوا يسيرون عليها *** فيتوقفون عن الحركة و لا يتقدمون *** فيبقون عند نفس المستوى الذي حققوه خلال الصدمة و وقد تكون حالة التوقف هذه واحدة من ثلاثة :

توقف مؤقت يتبعه تقدم : ذلك الشخص يستغرق وقتا للتغلب على الآثار السلبية للاصطدام ثم يعاوده تقدم .
توقف مؤقت ثم انكسار : وهنا يكون التوقف إيذانا بمزيد من التدهور ***نتيجة فقد الشخص لثقته بنفسه .
توقف دائم : وهو يعني أن الشخص يقرر الاعتزال والاحتفاظ بما حققه حتى لحظة الاصطدام .

3- المنكسرون : وهم أولئك الذين يرتدون إلى الخلف بفعل قوة الصدمة *** فيرتدون على أعقابهم*** وينحدرون إلى مستوى أدنى مما وصلوا إليه قبل الصدمة .


لحظة من فضلكم :

اقتحموا الصخرة فأنتم لها مستعينين بالله لأنه إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يضيعه هو اجتهاده ... وتذكروا أنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم وقضاء الله كله خير لكننا بشر قاصرين عن معرفة الخير و ما يقودنا إليه القدر .

اقتحموا لأن الصخرة ليست إلا عائقا يمكن عبوره *** وبالتالي يمكن استخدامه وأسألوا انفسكم أهم الأسئلة :
كيف يمكنني العبور ؟؟؟؟ وفي هذه اللحظة التفاؤلية تتحول من يأس الظلام إلى إيقاد الشموع .
وكيف يمكنني أن أستفيد من هذه الصخرة ؟وبهذا تتحول الصخرة إلى درجة تعتليها ....

إخوتي دعونا نحاور هذا الأمر فكلا يدلو بدلوه من تجارب الحياة الموزونة بميزان الأمل ولو ضربنا أمثلة من السيرة النبوية لأتسمتعنا جدا ففيها من الأمل والتفاؤل والروعة ***
مثال حيوي :

كان لحامل ماء في بلاد الهند جرتان كبيرتان معلقتان على طََرفي عصا يحملها على رقبته ، وكانت إحدى الجرتين مشققة بينما الأخرى سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت ، أما الجرة المشققة دائما ما تصل في نصف عبوتها استمر هذا الحال يومياًًً لمدة عامين ، وكانت الجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها وقد كانت الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة وبعد مرور عامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة " أنا خجلة من نفسي وأود الاعتذار منك إذ أني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا " شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة وقال في غمرة شفقته عليها " عندما نعود إلى منزل السيد أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر " وعند صعودها الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر ، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيء ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث أنها سربت نصف حمولتها واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها والذي قال بدوره " هل لاحظت وجود الأزهار فقط في جانبك من الممر وليس في جانب الجرة الأخرى ؟ ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر وعند رجوعي يوميا من النبع كُنتِ تعملين على سقيها ولمدة عامين كنت أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة ، ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل "

الدرس الأخلاقي هنا :

أنه لكل منا عيوبه الفريدة وجميعنا جرار مشققة ( تشبيه ) ، ولكن هذه الشقوق والعيوب في كل واحد فينا هي التي تجعل حياتنا مشوِّقة ومكافئة ، لذا وجب عليك أن تقبل كل شخص على ما هو عليه وانظر إلى الجانب الطيِّب فيه حيث هنالك الكثير من الطِّيب فيهم وفيك وقد بورك في الأشخاص الذين يتحَلوْن بالمرونة في التعامل لأنهم لا يضطرون لتغيير مواقفهم. تذكر أن تقدر مختلف الناس في حياتك ، أو كما أحب أن أعتقد أنــه لو لم تكن هنالك جرار مشققة في حياتنا لكانت الحياة مملة وأقل تشويقا

كيف تعيقك الصخرة؟؟؟
ذرة الرمال في عينيك تمنعك من الرؤية الحقيقية للصخرة ...المشكلة الأزمة *********المعوق ..
المتوقفون والمنكسرون لديهم أسبابا وجيهة لكنها وهمية *** نعم وهمية من رغم اقتناع الآخرين بها *** الا انها تعمل عمل الطلاء المؤقت في الجدران المشققة *** حينما نوهم أنفسنا إن ما منعنا من الاختراق كان قوة الصخرة وعظم أمرها فإننا نختر لأنفسنا الانكسار أو التوقف . ... فلا الصخرة ولا المشكلة يجبرونا على ذلك ولكن نحن اللذين نرضى بذلك !!
أوهام قاتله !!!
الوهم الأول : الصخرة دائمة ...وهو أول الأوهام التي يتوهمها المنكسرون والمتوقفون وهو ديمومة الأمر *** وأنها ستبقى معهم إلى نهاية العمر !!فيختارون أحد الطريقين : إما أن تكون الصخرة هي نهاية عالمهم فيتوقفون *** أو يهربون فيتراجعون وينكسرون .
دوام الصخرة وهو قناعة داخلية لديهم ....فإذ لم ينجحوا في تغيير هذه القناعة فإنها تترسخ لديهم ويكونوا بذلك قد بدؤا في تناول سم قاتل اسمه (قناعة ديمومة الصخرة ) .
حيث يعتريك إحساس بأن المشكلة ...الأزمة المعوق ******دائمة ...اطرد هذا الإحساس فورا واخترق وأنت تؤكد لنفسك بابتسامة أن هذا أيضا أمر عابر قد مر عليك كثيرا *** عندها سوف تجد لنفسك مخرجاً .

الوهم الثاني : شمولية الصخرة.... يقتنع المنكسرون والمتوقفون بأنهم إذا ما صادفتهم صخرة في حياتهم فهم فاشلون في حياتهم كلها وكثيرو العوائق *** فإذا ما واجهوا أزمة مالية مثلاً فهذا معناه تدمير حياتهم وأن أبنائهم لن يلقوا المعاملة الطيبة ...وبالتالي سوف لا يتذكرونهم بعد موتهم وسوف يعرف الناس أنهم لم يكونوا على الصورة التي كانوا يظهرون بها أمامهم ويبدأ مغناطيس الشمولية يعمل في داخله . ويجذب له كل فشل إلى فشله فيتوقف وينكسر .
اخترق أنت لأن الصخرة ...المشكلة ...العائق ...ما هي لاتحد يتعلق بنمط معين من أنماط حياتك *** ويمكنك تغيير هذا النمط بقليل من القدرة على تحديد حجم المشكلة بدقة ومعرفة أسباب ذلك.

حين تعرضك صخرة *********فكر كالتالي :
ما هو الحجم الحقيقي للصخرة ...المشكلة ....الأزمة ...المعوق؟
ابحث عن الأمور التي تحت سيطرتك فوراً *** وعندها سوف تكتشف أحجاراً تكفيك للعبور على الصخرة والعلو فوقها *** عندئذ سوف تظهر لك الصخرة بحجمها الحقيقي الصغير*** يمكنك أن استخدامها حجراً تعلو عليه وتخترق .

الوهم الثالث: السمات الشخصية .....يتوقف المنكسرون والمتوقفون عند الصخور وهم يقنعون أنفسهم أن الصخرة ظهرت في طريقهم نتيجة لأنهم يستحقونها وأن المشكلة تتجسد فيهم هم وقد يكون لكن ليس بالمبالغة!! *** اذا كنت تريد الاختراق ثم توهمت إن الصخرة ظهرت في أمامك فجأة نتيجة لشخصك أنت فإن أول ما سيحدث لك هو أن ترتبك وتتساءل كيف لي أن أغير حياتي كلها *** التفكير عند مواجهة الصخرة بهذه الطريقة يشل تفكيرك *** فكيف ستخترق الصخرة وأنت تواصل جلد ذاتك وتوجه اللوم لها على الدوام بإحباط!!!!!!

سويكيرو هوندا


) ارتبط بحلمه للنهاية فصعد على كل الصخور التي واجهته واختار لنفسه الاختراق ....
في عام 1938 استثمر هوندا كل مايملك في ورشة صغيرة يطور بها صمامات السيارات وكان يريد أن يبيع ماينتجه لشركة تويوتا وبعد سنتين من مواجهة الصخور الصغيرة رفضت تويوتا اختراعه بسبب انه غير مطابق للمواصفات وكانت صخرة كبيرة بعد الجهد الذي مارسه ولكنه لم ينحن للصخرة عاد الى معمله مرة اخرى والى مدرسته أيضاً ليعدل نموذج التجربة وتحمل سخرية رفاقه وهم يعتقدون في سخافة تصميماته وبعد سنتين أخريين كان قد اخرج اختراعه واشترته تويوتا منه وعبر الصخرة الأولى .
أراد بعد ذلك أن يبني معملاً له ولكن ظروف الحرب العالمية الثانية حالت بينه وبين تحقيق ذلك الحلم *** حيث ان الحكومة اليابانية لم توافق على طلبه للحصول على الاسمنت ولكنه انتهج نهجا جديدا هو وفريقه لاستبدال هذه المادة بمادة بديلة لبناء المعمل *** ومن ثم عبر الصخرة وبنى المعمل ***
وأثناء الحرب قصف معمله مرتين *** مما أدى الى تدمير أجزاء رئيسية من المعمل *** لكنه ثابر وأعاد بناء ماتهدم مرة أخرى *** وكان يستخدم علب البنزين الفارغة التي تلقيها هليهم الطائرات الأمريكية وسماها (هدايا الرئيس ترومان ) وذلك لأنها وفرت له المواد الأولية التي يحتاجها للعمليات الصناعية وعبر صخرة أخرى...
بعد الحرب هعانت اليابان من ندرة البنزين ولم يعد أحد يستطيع استعمال سيارته حتى هوندا نفسه . ...فقام بتركيب محرك صغير لدراجته لتمكنه من التنقل *** وسرعان ما أخذ جيرانه يطلبون منه أن يصنع لهم دراجات تسير بقوة المحرك ..ومع ازدياد الطلب قرر أن يبني مصنع لصنع المحركات *** وكانت الصخرة هذه المرة أنه لايملك رأس المال الكافي فأخذ يناشد أصحاب محلات الدراجات في اليابان وكان عددهم 18000 أن يهبوا لمساعدته فاستجاب 5000 وقدموا له رأس المال اللازم لكن ثمة صخرة أخرى ....
دراجته النارية لم تبع الا للمغرمين بقيادة الدراجات فقط لأنها ضخمة جداً !!!!
أجرى تعديلاً وبدأ في انتاج دراجات أخف وأصغر وسرعان ماحققت الدراجة نجاحاً باهراً حيث فاز بجائزة امبراطور اليابان .
وبدأ بتصدير دراجته الى أوروبا وامريكا وبعد ذلك بدأ بتصنيع سيارته وحظيت هذه السيارة برواج واسع النطاق
تستخدم هوندا الآن مايزيد على مائة ألف عامل بحيث لا يفوقها في كمية المبيعات في الولايات المتحدة الا تويوتا . وهكذا تصبح الصخور في حياة المخترقون أحجارا يعتلون عليها ..تابعوا القصة القادمة ستكون بمشيئة الله عن شخص مسلم ترك بصمة في جبين التاريخ وقد نال على جائزة نوبل للسلام انه اسطورة زمانه .....

لم يكن لجائزة نوبل من فائدة سوى انها تعرفنا على اناس عظماء في هذا العالم لكفاها ..
نوبل منحت جائزتها للسلام !! للبروفيسور البنغلاديشي محمد يونس .. ويونس هذا هو صاحب فكرة ” بنك الفقراء ” والذي أصبح واقعاً مطبقاً في أغلب دول العالم الفقيرة ومنهجاً يدرس في أغلب جامعات العالم .. هو استاذ في الاقتصاد في احدى الجامعات البنغالية ترك منصبه ونظرياته العلمية التي لا تؤكل شعبه ولا حتى خبز جاف وخالف كل النظريات الاقتصادية التي تعلمها في الولايات المتحدة الامريكية عندما كان يحظر لشهاداته العليا هناك ، وأكتشف أن الحياة أبسط من أن يعقدها البشر بقوانين وأنظمة ونظريات لا تجلب للبشرية سوى المزيد من المعاناة واللآلام . كان البروفيسور محمد يونس يأخذ طلبته في جوله في القرى القريبه من الجامعه في محاولة منه لتطبيق نظريات التنمية الاقتصادية عليها ! لم يكن يرى سوى الفقر المدقع وهو ينهش جسد ابناء تلك القرية ووقف عاجزاً وهو الخبير الاقتصادي عن ايجاد حل لمعظلة الفقر تلك ، ولوهلة ربما سأل نفسه سوالاً أتحدى أن يسأله الكثيرين من علماء هذا العالم وخبراءه ” ما قيمة العلم الذي تعلمته إذا لم أستطع به خدمة شعبي وأمتي ” . كان هذا السؤال هو المسيطر على فكر البروفيسور محمد حتى وجد الحل في تلك القرية التي زارها وكانت تعاني كما بقية مناطق بنغلادش من الفقر الشديد وقابل فيها تلك المرأة الفقيرة والتي قادته للاهتداء للحل . يقول البروفيسور محمد عن هذه الحادثة :

في عام 1972م، وهو العام التالي لحصول بنجلاديش على استقلالها بدأت بتدريس الاقتصاد في إحدى الجامعات. وبعد عامين أصيبت البلاد بمجاعة قاسية، وكنت أقوم في الجامعة بتدريس نظريات التنمية المعقدة، بينما كان الناس في الخارج يموتون بالمئات، فانتقلت إلى قرى بنجلاديش أكلم الناس الذين كانت حياتهم صراعًا من أجل البقاء، فقابلت امرأة تعمل في صنع مقاعد من البامبو، وكانت تحصل في نهاية كل يوم على ما يكاد فقط يكفي للحصول على وجبتين، واكتشفت أنه كان عليها أن تقترض من تاجر كان يأخذ أغلب ما معها من نقود. وقد تكلمت مع اثنين وأربعين شخصًا آخرين في القرية ممن كانوا واقعين في فخ الفقر، لأنهم يعتمدون على قروض التجار المرابين، وكان كل ما يحتاجونه من ائتمان هو ثلاثين دولاراً فقط. فأقرضتهم هذا المبلغ من مالي الخاص، وفكرت في أنه إذا قامت المؤسسات المصرفية العادية بنفس الشيء؛ فإن هؤلاء الناس يمكن أن يتخلصوا من الفقر. إلا أن تلك المؤسسات لا تقرض الفقراء، وبخاصة النساء الريفيات.

كان بامكان محمد يونس أن يجلس في مكتبه أو في قاعة محاضراته ويستمر بلعن الواقع الذي تعيشه بلاده أو ان يلقي باللائمة على موارد البلاد المحدوده وأنها سبب الفقر وانه لا مجال لتطبيق نظرية التنمية الاقتصادية مع وجود هذا الكم من المشاكل . صدقوني لن يلومه أحد على ذلك فجميع الاقتصاديين يؤمنون بأن التنمية تحتاج لموارد واموال وبشر قادرين على الدفع وهذه كل الروشته المطلوبة ! .

الفقير يحتاج للمال حتى يبدأ بزراعة ارضه المحدودة المساحة .. إذاً يجب أن يقترض للحصول على هذا المال .. ولكن من يقرضه ؟ مستحيل أن تجد بنك يقرض شخص بدون ضمانات .. ولكن هل الفقير يملك ضمانات ؟ اذاً ما الحل ؟ هل يستمر الفقير على فقره وتبور ارضه الزراعية ويموت جوعاً بسبب عدم زراعة تلك الارض ؟ .. النظريات الاقتصادية الحديثه تقول نعم . فلا بنك في العالم يقرض بدون ضمانت ولوجه الله .. يجب أن يكون المقترض على ملائة .. يعني لديه أمول وقادر على سداد القرض وفوائده . لكن هذا الامر تغير في دولة هي من أكثر دول العالم فقراً .. ووجد فيها ذلك البنك الذي يقرض الفقراء والفقراء فقط ! أسسه البروفيسور محمد يونس بمجهوده الذاتي وبفكرته التي لمعت في ذهنه عندما قابل تلك المرأة . وقد يسأل بعضكم ما الذي يضمن أن يسدد الفقير ما عليه من قرض ؟ واجابة ذلك تقوم على فلسفة اقامة البنك . البنك يعتمد على العلاقات الاجتماعية وهي أساس بناءه واستمراره .. فالعلاقات الاجتماعية تكون أقوى في القرى الفقيره أكثر من المدن وفيها يكون الترابط بين أفراد القرية واضحاً للدرجة التي يمكن معها أن يثق أحدهما بالآخر .. وتقوم فكرة البنك على ان ترشح كل قرية ستة افراد منها ليكونوا أعظاء في هذا البنك ! ويكونون مسؤولين عن تسليم القروض وتحصيلها من المستفيدين ، وفي كل سنه ينتخب اعضاء اخرين من أهل القرية ليقوموا بذات المهمة بهذه الطريقه لن يرغب أحد من المقترضين بان يحرج أهل قريته الذين هم أعضاء في البنك في أن لا يسدد ما عليه أو أن يتأخر في السداد لأن ذلك سيتركه في عزلة إجتماعية لا يرغبها أي فرد من افراد القرية . بهذه الطريقة أستغل البنك فكرة العلاقات الاجتماعية باعتبارها أكبر ضامن لسداد القروض . طبعاً القروض الممنوحة من البنك هي قروض بسيطة تتناسب وحالة الفقراء وليس عليها فوائد سوى نسبة بسيطة كمصاريف إدارية فقط . ومن هنا اشتهر بنك جرامين grameen bank( وتعني بالبنغالي مصرف القرية ) وبدأ نجمه يسطع وفي فترة وجيزة أصبح أكبر بنك اقراضي في بنغلادش وتوافرت لديه السيوله بسبب سرعة الدفع واستطاع ان يصنع لنفسه شهرة حتى خارج بنغلادش واصبح مصطلح “ بنك الفقراء “ ماركة مسجلة له ولمؤسسه البروفيسور محمد يونس وبدأت بعض البلدان والمنظمات العالمية تطبق ذات المنهج وبدأنا نسمع ببنوك الفقراء وهي تغزوا اغلب دول العالم الفقيرة والنامية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3alm.ahladalil.com
 
كيف تعيقك صخرة!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجغرافيا الحديثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة :: تطوير الجغرافي-
انتقل الى: